صفحة رقم ٣٠٠
وقوله تعالى :) أََمَنَةً مِّنْهُ ( يعني به الدعة وسكون النفس من الخوف وفيه وجهان :
أحدهما : أمنة من العدو.
الثاني : أمنة من الله سبحانه وتعالى.
) وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ ( لأن الله تعالى أنزل عليهم ماء السماء معونة لهم بثلاثة أمور :
أحدها : الشرب وإن كانوا على ماء.
الثاني : وهو أخص أحواله بهم في ذلك المكان وهو أن الرمل تلبد بالماء حتى أمكن المسلمين القتال عليه.
والثالث : ما وصفه الله تعالى به من حال التطهير.
وفي تطهيرهم به وجهان :
أحدهما : من وساوس الشيطان التي ألقى بها في قلوبهم الرعب، قاله زيد بن أسلم.
والثاني : من الأحداث والأنجاس التي نالتهم، قاله الجمهور.
قال ابن عطاء : أنزل عليهم ماءً طهر به ظواهر أبدانهم، وأنزل عليهم رحمة نقّى بها سرائر قلوبهم.
وإنما خصه الله تعالى بهذه الصفة لأمرين.
أحدهما : أنها أخص صفاته.
والثاني : أنها ألزم صفاته.
ثم قال :) وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشّيَطانِ ( فيه قولان :
أحدهما : وسوسته أن المشركين قد غلبوهم على الماء، قاله ابن عباس.
والثاني : كيده وهو قوله : ليس لكم بهؤلاء القوم طاقة، قاله ابن زيد.
) وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : ثقة بالنصر.
والثاني : باستيلائهم على الماء.


الصفحة التالية
Icon