صفحة رقم ٣٠٤
وحكي عن الحسن، وقتادة، والضحاك : أن ذلك خاص في أهل بدر، وبه قال أبو حنيفة.
( الأنفال :( ١٧ - ١٨ ) فلم تقتلوهم ولكن.....
" فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين " ( قوله عز وجل :) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : ولكن الله قتلهم بسوقهم إليكم حتى أمكنكم منهم.
والثاني : ولكن الله قتلهم بمعونته لكم حين ألقى في قلوبهم الرعب وفي قلوبكم النصر.
وفيه وجه ثالث قاله ابن بحر : ولكن الله قتلهم بالملائكة الذين أمدكم بهم.
وقيل لم تقتلوهم بقوتكم وسلاحكم ولكن الله قتلهم بخذلانهم وقبض أرماحهم.
) وَمَا رَمَيْتَ إذَ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ( فيه أربعة أقاويل :
أحدها : ما حكاه ابن عباس، وعرة، والسدي : أن النبي ( ﷺ ) قبض يوم بدر قبضة من تراب رماهم بها وقال :( شَاهَتِ الْوُجُوهُ ) أي قبحت ومنه قول الحطيئة :
أرى لي وجهاً شوه الله خلقه..
فقُبح من وجهٍ وقبح حامله.
فألقى الله تعالى القبضة في أبصارهم حتى شغلتهم بأنفسهم وأظفر الله المسلمين بهم، فهو معنى قوله تعالى :) وَمَا رَمَيْتَ إذَ رَمَيْتَ وَلَكِنَ اللَّهَ رَمَى (. الثاني : معناه وما ظفرت إذ رميت ولكن الله أظفرك، قاله أبو عبيدة.