صفحة رقم ٣٥٨
قاله عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقد قال : أربعة آلاف درهم فما دونها نفقة، وما فوقها كنز.
والثالث : أن الكنز ما فضل من المال عن الحاجة إليه،
روى عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال : لما نزل قوله تعالى ) وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ... ( الآية. قال النبي ( ﷺ ) :( تبّاً لِلذَهَبِ وَالْفِضَّةِ ) قال : فشق ذلك على أصحاب رسول الله ( ﷺ ) وقالوا : فأي المال نتخذ ؟ فقال عمر ابن الخطاب : أنا أعلم لكم ذلك، فقال : يا رسول الله إن أصحابك قد شق عليهم وقالوا : فأي المال نتخذ ؟ فقال :( لِسَاناً ذَاكِراً وَقَلْباً شَاكِراً وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى دِينِه ). وروى قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة صدي بن عجلان قال : مات رجل من أهل الصفّة فوجد في مئزرة دينار، فقال النبي ( ﷺ ) :( كَيَّةٌ ) ثم مات آخر فوجد في مئزره ديناران فقال النبي ( ﷺ ) :( كَيَّتَانِ ) والكنز في اللغة هو كل شيء مجموع بعضه إلى بعض سواء كان ظاهراً على الأرض أو مدفوناً فيها، ومنه كنز البُرّ، قال الشاعر :
لا دَرَّ دري إن أطعمت نازلهم
قِرف الحتى وعندي البُرّ مكنوز
الحتى : سَويق المقل. يعني وعندي البُرّ مجموع.
فإن قيل : فقد قال الله تعالى :) وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ( فذكر جنسين ثم قال ) وَلاَ يُنفِقُونَهَا ( والهاء كناية ترجع إلى جنس واحد، ولم يقل : وَلاَ يُنفِقُونَهَما لترجع الكناية إليهما.


الصفحة التالية
Icon