صفحة رقم ٣٦٤
) ثَانِيَ اثْنَيْنِ ( أي أحد اثنين، وللعرب في هذ مذهب أن تقول خامس خمسة أي أحد خمسة.
) إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ( يعني النبي ( ﷺ ) وأبا بكر حين خرجا من مكة دخلا غاراً في جبل ثور ليخفيا على من خرج من قريش في طلبهم.
والغار عمق في الجبل يدخل إليه.
قال مجاهد : مكث رسول الله ( ﷺ ) في الغار مع أبي بكر ثلاثاً.
قال الحسن : جعل الله على باب الغار ثمامة وهي شجرة صغيرة، وقال غيره : ألهمت العنكبوت فنسجت على باب الغار.
وذهب بعض المتعمقة في غوامض المعاني إلى أن قوله تعالى ) إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ( أي في غيرة على ما كانوا يرونه من ظهور الكفر فغار على دين ربه. وهو خلاف ما عليه الجمهور.
) إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبهِ لاَ تَحْزَنْ ( يريد أن النبي ( ﷺ ) قال لصاحبة أبي بكر ( لا تَحْزَنْ ) فاحتمل قوله ذلك له وجهين :
أحدهما : أن يكون تبشيراً لأبي بكر بالنصر من غير أن يظهر منه حزن.
والثاني : أن يكون قد ظهر منه حزن فقال له ذلك تخفيفاً وتسلية. وليس الحزن خوفاً وإنما هو تألم القلب بما تخيله من ضعف الدين بعد الرسول فقال له النبي ( ﷺ ) ( لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) أي ناصرنا على أعدائنا.
)... فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ( فيها قولان :
أحدهما : على النبي ( ﷺ )، قاله الزجاج.
والثاني : على أبي بكر لأن الله قد أعلم نبيه بالنصر.
وفي السكينة أربعة أقاويل :
أحدها : أنها الرحمة، قاله ابن عباس.
والثاني : أنها الطمأنينة، قاله الضحاك.
والثالث : الوقار، قاله قتادة.