صفحة رقم ٤٥٦
الثالث : أحكمت آياته بأن جعلت آيات هذه السورة كلها محكمة ثم فصلت بأن فسرت، وهذا معنى قول مجاهد.
الرابع : أحكمت آياته للمعتبرين، وفصلت آياته للمتقين. الخامس : أحكمت آياته في القلوب، وفصلت أحكامه على الأبدان.
) مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ( فيه وجهان :
أحدهما : من عند حكيم في أفعاله، خبير بمصالح عباده.
الثاني : حكيم بما أنزل، خبير بمن يتقبل.
قوله عز وجل ) أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ ( فيه وجهان :
أحدهما : أن كتبت في الكتاب ) أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ (
الثاني : أنه أمر رسوله أن يقول للناس ) أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ (.
) إنَّنِي لَكُم مِّنُهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ( قال ابن عباس : نذير من النار، وبشير بالجنة.
قوله عز وجل :) وَأَنِ اسْتَغفْفِرُواْ رَبَّكمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ ( فيه وجهان :
أحدهما : استغفروه من سالف ذنوبكم ثم توبوا إليه من المستأنف متى وقعت منكم. قال بعض العلماء : الإٍستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين. الثاني : أنه قدم ذكر الاستغفار لأن المغفرة هي الغرض المطلوب والتوبة هي السبب إليها، فالمغفرة أولٌ في الطلب وآخر في السبب.
ويحتمل ثالثاً : أن المعنى استغفروه من الصغائر وتوبوا إليه من الكبائر ) يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً ( يعني في الدنيا وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه طيب النفس وسعة الرزق.
الثاني : أنه الرضا بالميسور، والصبر على المقدور.
الثالث : أنه ترْك الخلق والإقبال على الحق، قاله سهل بن عبد الله ويحتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه الحلال الكافي.
الثاني : أنه الذي لا كد فيه ولا طلب.
الثالث : أنه المقترن بالصحة والعافية.
) إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ( فيه ثلاثة أوجه :


الصفحة التالية
Icon