صفحة رقم ٤٦٨
) وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً ( والازدراء الإحتقار. يقال ازدريت عليه إذاعبته، وزريت عليه إذا حقرته.
وأنشد المبرد :
يباعده الصديق وتزدريه
حليلته وينهره الصغير.
) لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً ( أي ليس لاحتقاركم لهم يبطل أجرهم أو ينقص ثوابهم، وكذلك لستم لعلوكم في الدنيا تزدادون على أجوركم.
) اللَّهَ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ ( يعني أنه يجازيهم عليه ويؤاخذهم به. ) إِني إذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ( يعني إن قلت هذا الذي تقدم ذكره.
( هود :( ٣٥ ) أم يقولون افتراه.....
" أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون " ( قوله عز وجل :) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ( يعني النبي ( ﷺ )، افترى افتعل من قبل نفسه ما أخبر به عن نوح وقومه.
) قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَليَّ إجرامي ( وفي الإجرام وجهان :
أحدهما : أنه الذنوب المكتسبة. حكاه ابن عيسى.
الثاني : أنها الجنايات المقصودة، قاله ابن عباس ومنه قول الشاعر :
طريد عشيرةٍ ورهين جرم
بما جرمت يدي وجنى لساني.
ومعناه : فعلىّ عقاب إجرامي. ) وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ( أي وعليكم من عقاب جرمكم في تكذيبي ما أنا بريء منه.
( هود :( ٣٦ - ٣٩ ) وأوحي إلى نوح.....
" وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا