صفحة رقم ٤٦٩
منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم " ( قوله عز وجل :) وَأوحِيَ إِلَى نُوحٍ أنه لن يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ ( حقق الله تعالى استدامة كفرهم تحقيقاً لنزول الوعيد بهم، قال الضحاك، فدعا عليهم لما أُخبر بهذا فقال :) ربِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ ديَّاراً. إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً ( " [ نوح : ٢٧ : ٢٦ ].
) فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَ كَانُوا يَفْعَلُونَ ( فيه وجهان :
أحدهما : فلا تأسف ومنه قول يزيد بن عبد المدان :
فارسُ الخيل إذا ما ولولت
ربّهُ الخِدر بصوتٍ مبتئس
الثاني : فلا تحزن، ومنه قول الشاعر :
وكم من خليلٍ أو حميم رُزئته
فلم أبتئس والرزءُ فيه جَليلُ
والأبتئاس : الحزن في استكانة، وأصله من البؤس، وفي ذلك وجهان :
أحدهما : فلا تحزن لهلاكهم.
الثاني : فلا تحزن لكفرهم المفضي إلى هلاكهم.
قوله عز وجل :) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدهما : بحيث نراك، فعبر عن الرؤية بالأعين لأن بها تكون الرؤية.
الثاني : بحفظنا إياك حفظ من يراك.