صفحة رقم ٩٥
منهم ما كانوا به يستهزؤون قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين " ( قوله عز وجل :) وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ ( لأن مشركي قريش لما أنكروا نزول القرآن أخبر الله أنه لو أنزله عليهم من السماء لأنكروه وكفروا به لغلبة الفساد عليهم، فقال :) ولَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ ( واسم القرطاس لا ينطلق إلا على ما فيه كتابة، فإن لم يكن فيه كتابة قيل طرس ولم يقل قرطاس. قال زهير بن أبي سلمى :
بها أخاديد من آثار ساكنها
كما تردد في قرطاسه القلم
) فَلَمَسُوهُ بِأَيِدِيهِمْ ( قال ذلك تحقيقاً لنزوله عليهم.
ويحتمل بلمس اليد دون رؤية العين ثلاثة أوجه :
أحدها : أن نزوله مع الملائكة وهم لا يرون بالأبصار، فلذلك عَبَّر عنه باللمس دون الرؤية.
والثاني : لأن الملموس أقرب من المرئي.
والثالث : لأن السحر يتخيل في المرئيات، ولا يتخيل في الملموسات.
) لَقَالَ الََّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ( تكذيباً لليقين بالعناد، والمبين : ما دل على بيان بنفسه، والبيِّن : ما دل على بيانه، فكان المبين أقوى من البيِّن.
قوله عز وجل :) وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ( أي ملك يشهد بتصديقه ) وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأَمْرُ ( أي لو أنزلنا ملكاً فلم يؤمنوا لقضي الأمر وفيه تأويلان :
أحدهما : لقضي عليهم بعذاب الاستئصال، قاله الحسن، وقتادة، لأن الأمم السالفة كانوا إذا اقترحوا على أنبيائهم الآيات فأجابهم الله تعالى إلى الإِظهار فلم يؤمنوا استأصلهم بالعذاب.
والثاني : أن معنى لقضي الأمر لقامت الساعة، قاله ابن عباس.