صفحة رقم ٩٩
خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون " ( قوله تعالى :) وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ ( فيه وجهان :
أحدهما : معناه إن أَلْحَقَ الله بك ضُراً، لأن المس لا يجوز على الله.
والثاني : معناه وإن جعل الضُرَّ يمسك.
وكذلك قوله :) وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ (.
وفي الضُرِّ والخير وجهان :
أحدهما : أن الضُرَّ السُقْمُ، والخير العافية.
والثاني : أن الضُرَّ الفقر، والخير الغنى.
قوله عز وجل :) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ( فيه قولان :
أحدهما : أن معناه القاهر لعباده، وفوق صلة زائدة.
والثاني : أنه بقهره لعباده مستعلٍ عليهم، فكان قوله فوق مستعملاً على حقيقته كقوله تعالى :) يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِم ( " [ الفتح : ١٠ ] لأنها أعلى قوة.
ويحتمل ثالثاً : وهو القاهر فوق قهر عباده، لأن قهره فوق كل قهر.
وفي هذا القهر وجهان :
أحدهما : أنه إيجاد المعدوم.


الصفحة التالية
Icon