صفحة رقم ١١٧
بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " ( قوله عز وجل :) ولقد أرسلنا رُسُلاً من قبلك وجعلنا لهم أزوجاً وذرية ( يعني بالأزواج النساء، وبالذرية الأولاد. وفيه وجهان :
أحدهما : معناه أن من أرسلناه قبلك من المرسلين بشر لهم أزواج وذرية كسائر البشر، فلمَ أنكروا رسالتك وأنت مثل من قبلك.
الثاني : أنه نهاه بذلك عن التبتل، قاله قتادة.
وقيل إن اليهود عابت على النبي ( ﷺ ) الأزواج، فأنزل الله تعالى إلى ذلك فيهم يعلمهم أن ذلك سُنَّة الرسل قبله.
) وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ( قيل إن مشركي قريش سألوه آيات قد تقدم ذكرها في هذه السورة فأنزل الله تعالى ذلك فيهم.
) ولكل أجل كتابٌ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : معناه لكل كتاب نزل من السماء أجل. وهو من المقدِّم والمؤخر، قاله الضحاك.
الثاني : معناه لكل أمر قضاه الله تعالى كتاب كتبه فيه، قاله ابن جرير.
الثالث : لكل أجل من آجال الخلق كتاب عند الله تعالى، قاله الحسن.
ويحتمل رابعاً : لكل عمل خَبر.
قوله عز وجل :) يمحو الله ما يشاء ويثبت ( فيه سبعة تأويلات :
أحدها : يمحو الله ما يشاء من أمور عباده فيغيره إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يغيران، قاله ابن عباس.
الثاني : يمحو الله ما يشاء ويثبت ما يشاء في كتاب سوى أُم الكتاب، وهما كتابان أحدهما : أم الكتاب لا يغيره ولا يمحو منه شيئاً كما أراد، قاله عكرمة.


الصفحة التالية
Icon