صفحة رقم ١٥
) فأكله الذئب ( لما سمعوا أباهم يقول : وأخاف أن يأكله الذئب أخذوا ذلك من فيه وتحرّموا به لأنه كان أظهر المخاوف عليه.
) وما أنت بمؤمن لنا ( أي بمصدق لنا.
) ولو كنا صادقين ( فيه وجهان :
أحدهما : أنه لم يكن ذلك منهم تشكيكاً لأبيهم في صدقهم وإنما عنوا : ولو كنا أهل صدق ما صدقتنا، قاله ابن جرير.
الثاني : معناه وإن كنا قد صدقنا، قاله ابن إسحاق.
قوله عزوجل :) وجاءُوا على قميصه بدمٍ كذب ( قال مجاهد : كان دم سخلة. وقال قتادة : كان دم ظبية.
قال الحسن : لما جاءُوا بقميص يوسف فلم ير يعقوب فيه شقاً قال : يا بني والله ما عهدت الذئب حليماً أيأكل ابني ويبقي على قميصه. ومعنى قوله ) بدم كذب ( أي مكذوب فيه، ولكن وصفه بالمصدر فصار تقديره بدم ذي كذب.
وقرأ الحسن ) بدم كذب ( بالدال غير معجمة، ومعناه بدم متغير قاله الشعبي.
وفي القميص ثلاث آيات : حين جاءُوا عليه بدم كذب، وحين قُدَّ قميصه من دُبر، وحين ألقي على وجه أبيه فارتد بصيراً.
) قال بل سوَّلت لكن أنفسكم أمراً ( فيه وجهان :
أحدهما : بل أمرتكم أنفسكم، قاله ابن عباس.
الثاني : بل زينت لكم أنفسكم أمراً، قاله قتادة.
وفي ردّ يعقوب عليهم وتكذيبه لهم ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه كان ذلك بوحي من الله تعالى إليه بعد فعلهم.