صفحة رقم ١٦٨
فيعلمون أن الذي أهلك قوم لوط قادر على أن يهلك الكفار، ومنه قول عبدالله بن رواحة للنبي ( ﷺ ) :
إني توسمت فيك الخير أعرِفُه
والله يعلم أني ثابت البصر
قوله عز وجل :) وإنها لبسبيل مقيم ( فيه تأويلان :
أحدهما : لهلاك دائم، قاله ابن عباس.
الثاني : لبطريق معلم، قاله مجاهد. يعني بقوله ) وإنما ( أهل مدائن قوم لوط وأصحاب الأيكة قوم شعيب.
( الحجر :( ٧٨ - ٧٩ ) وإن كان أصحاب.....
" وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين " ( قوله عز وجل :) وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين ( يعني في تكذيب رسول الله إليهم وهو شعيب، لأنه بعثَ إلى أمتين، أصحاب الأيكة وأهل مدين. فأما أهل مدين فأهلكوا بالصيحة، وأما أصحاب الأيكة فأهلكوا بالظلة التي احترقوا بنارها، قاله قتادة.
وفي ) الأيكة ( ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها الغيضة، قاله مجاهد.
الثاني : أنه االشجر الملتف، وكان أكثر شجرهم الدوم وهو المقل، وهذا قول ابن جرير، ومنه قول النابغة الذبياني :
تجلو بِقادِمَتَي حمامةِ أيكة
بَرَداص أُسفَّ لثاثُهُ الإثمدِ
الثالث : أن الأيكة اسم البلد، وليكة اسم المدينة بمنزلة بكة من مكة، حكاه ابن شجرة.
قوله عز وجل :) فانتقمنا منهم وإنهما لبإمامٍ مبينٍ ( فيه تأويلان :
أحدهما : لبطريق واضح، قاله قتادة. وقيل للطريق إمام لأن المسافر يأتم به حتى يصل إلى مقصده.


الصفحة التالية
Icon