صفحة رقم ٢٢٩
أحدهما : أنه زكريا قاله ابن عباس.
الثاني : أنه شعياً، قاله ابن إسحاق، وأن زكريا مات حتف أنفه.
أما المقتول من الأنبياء في الفساد الثاني فيحيى بن زكريا في قول الجميع قال مقاتل : وإن كان بينهما مائتا سنة وعشر.
) فإذا جاء وعْد أولاهما ( يعني أولى المرتين من فسادهم.
) بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديدٍ ( في قوله بعثنا وجهان :
أحدهما : خلينا بينكم وبينهم خذلاناً لكم بظلمكم، قاله الحسن.
الثاني : أمرنا بقتالكم انتقاماً منكم.
وفي المبعوث عليهم في هذه المرة الأولى خمسة أقاويل :
أحدها : جالوت وكان ملكهم طالوت إلى أن قتله داود عليه السلام، قاله ابن عباس وقتادة.
الثاني : أنه بختنصر، وهو قول سعيد بن المسيب.
الثالث : أنه سنحاريب، قاله سعيد بن جبير.
الرابع : أنهم العمالقة وكانوا كفاراً، قاله الحسن.
الخامس : أنهم كانوا قوماً من أهل فارس يتجسسون أخبارهم، وهو قول مجاهد.
)... فجاسوا خلال الديار ( فيه خمسة تأويلات :
أحدها : يعني مشوا وترددوا بين الدور والمساكن، قال ابن عباس وهو أبلغ في القهر.
الثاني : معناه فداسوا خلال الديار، ومنه قول الشاعر :
٨٩ ( إِلَيْكَ جُسْتُ اللَّيْلَ بِالمَطِيِّ ) ٨٩
الثالث : معناه فقتولهم بين الدور والمساكن، ومنه قول حسان بن ثابت :
ومِنَّا الَّذِي لاقَى بِسَيْفِ مُحَمَّدٍ
فَجَاس بهِ الأَعْدَاءَ عَرْضَ العَسَاكر