صفحة رقم ٢٣٠
الرابع : معناه فتشوا وطلبوا خلال الديار، قاله أبو عبيدة.
الخامس : معناه نزلوا خلال الديار، قاله قطرب، ومنه قول الشاعر :
فَجُسنا ديارهم عَنْوَةً
وأبنا بساداتهم موثَقينا
قوله عز وجل :) ثم رددنا لكم الكرة عليهم ( يعني الظفر بهم، وفي كيفية ذلك ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن بني إسرائيل غزوا ملك بابل واستنقذوا ما فيه يديه من الأسرى والأموال. الثاني : أن ملك بابل أطلق من في يده من الأسرى، وردّ ما في يده من الأموال.
الثالث : أنه كان بقتل جالوت حين قتله داود.
) وأمددناكم بأموالٍ وبنين ( بتجديد النعمة عليهم.
) وجعلناكم أكثر نفيراً ( فيه وجهان :
أحدهما : أكثر عزاً وجاهاً منهم.
الثاني : أكثر عدداً، وكثرة العدد تنفر عدوهم منهم، قال تُبع بن بكر :
فأكرِم بقحْطَانَ مِن وَالِدٍ
وحِمْيَرَ أَكْرِم بقَوْمٍ نَفِيراً
قال قتادة : فكانوا بها مائتي سنة وعشر سنين، وبعث فيهم أنبياء.
قوله عز وجل :) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ( لأن الجزاء بالثواب يعود إليها، فصار ذلك إحساناً لها.
) وإن أسأتُم فلها ( أي فإليها ترجع الإساءة لما يتوجه إليها من العقاب، فرغَّب في الإحسان وحذر من الإساءة.
ثم قال تعالى :) فإذا جاءَ وعْدُ الآخرة ليسوءُوا وجُوهكم ( يعني وعد المقابلة على فسادهم في المرة الثانية. وفيمن جاءهم فيها قولان : أحدهما : بختنصّر، قاله مجاهد.