صفحة رقم ٢٣١
الثاني : أنه انطياخوس الرومي ملك أرض نينوى، وهو قول مقاتل، وقيل إنه قتل منهم مائة ألف وثمانين ألفاً، وحرق التوراة وأخرب بيت المقدس، ولم يزل على خرابه حتى بناه المسلمون.
) وليدخلوا المسجد كما دَخلوه أوّل مرّة ( يعني بيت المقدس.
) وليتبروا ما علوا تتبيراً ( فيه تأويلان :
أحدهما : أنه الهلاك والدمار.
الثاني : أنه الهدم والإخراب، قاله قطرب، ومنه قول لبيد :
وما النَّاسُ إلا عَامِلان فَعَامِلٌ
يُتَبِّرُ مَا يَبْنِي وَآخَرُ رَافِعٌ
قوله عز وجل :) عسى ربُّكم أن يرحمكم ( يعني مما حل بكم من الانتقام منكم.
) وإن عدتم عدنا ( فيه تأويلان : أحدهما : إن عدتم إلى الإساءة عدنا إلى الانتقام، فعادوا. قال ابن عباس وقتادة : فبعث الله عليهم المؤمنين يذلونهم بالجزية والمحاربة إلى يوم القيامة.
الثاني : إن عدتم إلى الطاعة عدنا إلى القبول، قاله بعض الصالحين.
) وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً ( فيه تأويلان :
أحدهما : يعني فراشاً ومهاداً، قاله الحسن : مأخوذ من الحصير المفترش.
الثاني : حبساً يحبسون فيه، قاله قتادة، مأخوذ من الحصر وهو الحبس. والعرب تسمي الملك حصيراً لأنه بالحجاب محصور، قال لبيد :
ومقامَةِ غُلْبِ الرِّقَابِ كَأَنَّهُمْ جِنٌّ لَدَى بَابِ الحَصِير قِيَامُ
( الإسراء :( ٩ - ١٠ ) إن هذا القرآن.....
" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما " ( قوله عز وجل :) إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ( فيها تأويلان :


الصفحة التالية
Icon