صفحة رقم ٢٦٠
ما نُهدي لآلهتنا، فإذا أخذناه كسرنا آلهتنا وأسلمْنا، فهمّ رسول الله ( ﷺ ) أن يطيعهم، فأنزل الله هذه الآية.
) لِتَفْتَريَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : لتدّعي علينا غير وحينا.
الثاني : لتعتدي في أوامرنا.
) وإذاً لاتخذوك خليلاً ( فيه وجهان :
أحدهما : صديقاً، مأخوذ من الخُلة بالضم وهي الصداقة لممالأته لهم.
الثاني : فقيراً، مأخوذ من الخلة بالفتح وهي الفقر لحاجته إليهم.
قوله عز وجل :) إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ( فيه قولان :
أحدهما : لأذقناك ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك.
الثاني : لأذقناك ضعف عذاب الدنيا وضعف عذاب الآخرة، حكاه الطبري :
وفي المراد بالضِّعف ها هنا وجهان :
أحدها : النصيب، ومنه قوله تعالى ) لكل ضِعفٌ ( " [ الأعراف : ٣٨ ] أي نصيب.
الثاني : مثلان، وذلك لأن ذنبك أعظم.
وفيه وجه ثالث : أن الضعف هو العذاب يسمى ضعف لتضاعف ألمه، قاله أبان بن تغلب وأنشد قول الشاعر :
لمقتل مالكٍ إذ بان مني
أبيتُ الليل في ضعفٍ أليم
قال قتادة : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله ( ﷺ ) :( اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ).