صفحة رقم ٣١٣
وأما الكبيرة ففيها قولان :
أحدهما : ما جاء النص بتحريمه.
الثاني : ما قرن بالوعيد والحَدِّ.
ويحتمل قولاً ثالثاً : أن الصغيرة الشهوة، والكبيرة العمل.
قال قتادة : اشتكى القوم الإحْصاء وما اشتكى أحد ظلماً، وإياكم المحقرات من الذنوب فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه.
) ووجَدوا ما عَملوا حاضِراً ( يحتمل تأويلين :
أحدهما : ووجدوا إحصاء ما عملوا حاضراً في الكتاب.
الثاني : ووجدوا جزاء ما عملوا عاجلاً في القيامة.
) ولا يظلم ربك أحداً ( يعني من طائع في نقصان ثوابه، أو عاص في زيادة عقابه.
( الكهف :( ٥٠ ) وإذ قلنا للملائكة.....
" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا " ( قوله عز وجل :) وإذ قلنا للملائكة اسجُدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجنِّ ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه كان من الجن على ما ذكره الله تعالى. ومنع قائل هذا بعد ذلك أن يكون من الملائكة لأمرين :
أحدهما : أن له ذرية، والملائكة لا ذرية لهم.
الثاني : أن الملائكة رسل الله سبحانه ولا يجوز عليهم الكفر، وإبليس قد كفر، قال الحسن : ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس.


الصفحة التالية
Icon