صفحة رقم ٣٣
) وقطعن أيديهن ( دهشاً ليكون شاهداً عليهن على ما أضمرته امرأة العزيز فيهن.
وفي قطع أيديهن وجهان :
أحدهما : أنهن قطعن أيديهن حتى بانت.
الثاني : أنهن جرحن أيديهن حتى دميت، من قولهم قطع فلان يده إذا جرحها.
) وقلن حاش لله ( بالألف في قراءة أبي عمرو ونافع في رواية الأصمعي وقرأ الباقون حاش لله بإسقاط الألف، ومعناهما واحد.
وفي تأويل ذلك وجهان :
أحدهما : معاذ الله، قاله مجاهد.
الثاني : معناه سبحان الله، قاله ابن شجرة.
وفي أصله وجهان : أحدهما : أنه مأخوذ من قولهم كنت في حشا فلا أي في ناحيته.
والثاني : أنه مأخوذ من قولهم حاش فلاناً أى اعزله في حشا يعني في ناحية. ) ما هذا بشراً ( فيه وجهان :
أحدهما : ما هذا أهلاً للمباشرة.
الثاني : ما هذا من جملة البشر. وفيه وجهان :
أحدهما : لما علمهن من عفته وأنه لو كان من البشر لأطاعها.
الثاني : لما شاهدن من حسنه البارع وجماله البديع ) إن هذا إلا ملك كريم ( وقرىء ما هذا بشراً ( بكسر الباء والشين ) أى ما هذا عبداً مشترى إن هذا إلا ملك كريم، مبالغة في تفضيله في جنس الملائكة تعظيماً لشأنه.
قوله عزوجل ) قال رب السجن أحب إلىَّ مما يدعونني إليه ( وهذا يدل على أنها دعته إلى نفسها ثانية بعد ظهور حالهما، فقال :) رب السجن أحب إلىَّ ( يعني