صفحة رقم ٤١١
أحدها : أن النجوى التي أسروها أن قالوا : إن كان هذا سحراً فسنغلبه، وإن كان السماء فله أمره، قاله قتادة.
الثاني : أنه لما قال لهم ) وَيْلَكُمْ ( الآية. قالوا : ما هذا بقول ساحر، قاله ابن منبه.
الثالث : أنه أسروا النجوى دون موسى وهارون بقولهم، ) إنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ... ( الآيات، قاله مقاتل والسدي.
الرابع : أنهم أسرواْ النجوى. إن غَلَبَنَا موسى اتبعناه، قاله الكلبي.
قوله تعالى :) قَالُواْ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ( هذه قراءة أبي عمرو وهي موافقة للإِعراب مخالفة للمصحف. وقرأ الأكثرون : إن هذان الساحران، فوافقوا المصحف فيها، ثم اختلفوا في تشديد إنّ فخففها ابن كثير وحفص فسلما بتخفيف إن من مخالفة المصحف ومن فساد الإِعراب، ويكون معناها : ما هذان إلا ساحران. وقرأ أُبَيّ : إن ذان إلا ساحران، وقرأ باقي القراء بالتشديد : إنَّ هذان لساحران. فوافقوا المصحف وخالفوا ظاهر الإِعراب. واختلف من قرأ بذلك في إعرابه على أربعة أقاويل :
أحدها : أن هذا على لغة بلحارث بن كعب وكنانة بن زيد يجعلون رفع الإِثنين ونصبه وخفضه بالألف، وينشدون :
فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى
مساغاً لِناباهُ الشجاع لصمّما
والوجه الثاني : لا يجوز أن يحمل القرآن على ما اعتل من اللغات ويعدل به عن أفصحها وأصحها، ولكن في ( إن ) هاء مضمرة تقديرها إنّه هذان لساحران، وهو قول متقدمي النحويين.
الثالث : أنه بَنَى ( هذان ) على بناء لا يتغير في الإِعراب كما بَنَى الذين على هذه الصيغة في النصب والرفع.
الرابع : أن ( إن ) المشددة في هذا الموضع بمعنى نعم، كما قال رجل لابن الزبير : لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال ابن الزبير : إنّ وصاحبها. وقال عبد الله بن قيس الرقيات :
بكى العواذل في الصبا
ح يلمنني وألومُهُنّة
ويقلن شيب قد علا
ك وقد كبرت فقلت إنْه
أي نعم
) وَيَذْهَبَا بِطَرِيقتِكُمْ الْمُثْلَى ( في قائل هذه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه قول السحرة.
الثاني : أنه قول قوم فرعون.
الثالث : قول فرعون من بين قومه، وإن أشير به إلى جماعتهم.
وفي تأويله خمسة أوجه :
أحدها : ويذهبا بأهل العقل والشرف. قاله مجاهد.
الثاني : ببني إسرائيل، وكانوا أولي عدد ويسار، قاله قتادة.