صفحة رقم ٤٣٦
أحدهما : في غفلة بالدنيا معرضون عن الآخرة.
الثاني : في غفلة بالضلال، معرضون عن الهدى.
قوله تعالى :) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ ( التنزيل مبتدأ التلاوة لنزوله سورة بعد سورة. وآية بعد آية، كما كان ينزله الله عليه في وقت بعد وقت.
) إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ ( أي استمعوا تنزيله فتركوا قبوله.
) وَهُمْ يَلْعَبُونَ ( فيه وجهان :
أحدهما : أي يلهون.
الثاني : يشتغلون. فإن حمل تأويله على اللهو احتمل ما يلهون به وجهين : أحدهما : بلذاتهم.
الثاني : بسماع ما يتلى عليهم.
وإن حمل تأويله على الشغل احتمل ما يشتغلون به وجهين : أحدهما : بالدنيا، لأنها لعب كما قال تعالى :) إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ( " [ الحديد : ٢٠ ].
الثاني : يتشاغلون بالقَدْحِ فيه والاعتراض عليه.
قال الحسن : كلما جدد لهم الذكر استمروا على الجهل.
قوله عز وجل :) لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ ( فيه وجهان :
أحدهما : يعني غافله باللهو عن الذكر، قاله قتادة.
الثاني : مشغلة بالباطل عن الحق، قاله ابن شجرة، ومنه قول امرىء القيس :


الصفحة التالية
Icon