صفحة رقم ٤٦٢
فقالت : منذ سبع سنين وأشهر قال : ويلك والله ما أنصفت ربك، ألا صبرت حتى نكون في هذا البلاء ثمانين سنة والله لئن شفاني الله لأجلدنك مائة جلدة، ثم طردها وقال : ما تأتيني به عليَّ حرام إن أكلته، فيئس إبليس من فتنته.
ثم بقي أيوب وحيداً فخر ساجداً وقال : ربِّ،
) مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأنتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ( وفيه خمسة أوجه :
أحدها : أن الضر المرض، قاله قتادة.
الثاني : أنه البلاء الذي في جسده، قاله السدّي، حتى قيل إن الدودة كانت تقع من جسده فيردها في مكانها ويقول : كلي مما رزقك الله.
الثالث : أنه الشيطان كما قال في موضع آخر ) أنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بنُصُبٍ وَعَذَابٍ ( " [ ص : ٤١ ] قاله الحسن.
الرابع : أنه وثب ليصلي فلم يقدر على النهوض، فقال : مسني الضر، إخباراً عن حاله، لا شكوى لبلائه، رواه أنس مرفوعاً.


الصفحة التالية
Icon