صفحة رقم ٩٥
عليه التعجب، لأنه تغير النفس بما تخفى أسبابه، وإنما ذكر ذلك ليتعجب منه نبيه والمؤمنون.
( الرعد :( ٦ ) ويستعجلونك بالسيئة قبل.....
" ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب " ( قوله عز وجل :) ويستعجلونَكَ بالسيئة قَبْل الحسنة ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : يعني بالعقوبة قبل العافية، قاله قتادة.
الثاني : بالشر قبل الخير، وهو قول رواه سعيد بن بشير.
الثالث : بالكفر قبل الإجابة. رواه القاسم بن يحيى.
ويحتمل رابعاً : بالقتال قبل الاسترشاد.
) وقد خلت من قبلهم المثلاتُ ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : الأمثال التي ضربها الله تعالى لهم، قاله مجاهد.
الثاني : أنها العقوبات التي مثل الله تعالى بها الأمم الماضية، قاله ابن عباس.
الثالث : أنها العقوبات المستأصلة التي لا تبقى معها باقية كعقوبات عاد وثمود حكاه ابن الأنباري والمثلات : جمع مثُلة.
) وإن ربك لذو مغفرةٍ للناس على ظُلمِهم ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : يغفر لهم ظلمهم السالف بتوبتهم في الآنف، قاله القاسم بن يحيى.
الثاني : يغفر لهم بعفوه عن تعجيل العذاب مع ظلمهم بتعجيل المعصية.
الثالث : يغفر لهم بالإنظار توقعاً للتوبة.
) وإنّ ربّك لشديد العقاب ( فروى سعيد ابن المسيب أن النبي ( ﷺ ) قال عند نزول هذه الآية :( ) لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحد العيش، ولولا وعيده وعقابه لا تكل كل أحد. (