صفحة رقم ١١٢
قوله تعالى :) وَالطَّيْرُ صَآفَاتٍ ( أي مصطفة الأجنحة في الهواء
. ) كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن الصلاة للإِنسان والتسبيح لما سواه من سائر الخلق، قاله مجاهد.
الثاني : أن هذا في الطير وإن ضرب أجنحتها صلاة وأن أصواتها تسبيح، حكاه النقاش.
الثالث : أن للطير صلاة ليس فيها ركوع ولا سجود، قاله سفيان. ثم فيه قولان :
أحدهما : أن كل واحد منهم قد علم صلاته وتسبيحه.
الثاني : أن الله قد علم صلاته وتسبيحه.
( النور :( ٤٣ - ٤٤ ) ألم تر أن.....
" ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار " ( قوله تعالى :) يُزْجِي سَحَاباً ( فيه وجهان :
أحدهما : ينزله قليلاً بعد قليل، ومنه البضاعة المزجاة لقلتها.
الثاني : أنه يسوقه إلى حيث شاء ومنه زجا الخراج إذا انساق إلى أهله قال النابغة :
إِنِّي أتَيْتُكَ من أَهْلِي ومنْ وَطَنِي
أُزْجِي حُشَاشَةَ نَفْسٍ ما بِها رَمَقٌ
) ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ( أي يجمعه ثم يفرقه عند انتشائه ليقوى ويتصل.


الصفحة التالية
Icon