صفحة رقم ١٦
والقول الثاني : أن المراد بالمسجد الحرام جميع الحرم، وعلى هذا في قوله :
) الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ( وجهان
: أحدهما : أنهم سواء في دوره ومنازله، وليس العاكف المقيم أولى بها من البادي المسافر، وهذا قول مجاهد ومَنْ منع بيع دور مكة كأبي حنيفة.
والثاني : أنهما سواء في أن من دخله كان آمناً، وأنه لا يقتل بها صيداً ولا يعضد بها شجراً.
) وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ( والإِلحاد : الميل عن الحق والباء في قوله :) بِإِلْحَادٍ ( زائدة كزيادتها في قوله تعالى :) تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ( " [ المؤمنون : ٢٠ ] ومثلها في قول الشاعر :
نحن بنو جعدة أصحاب الفلج
نضرب بالسيف ونرجو بالفَرَجِ
أي نرجو الفرج، فيكون تقدير الكلام : ومن يرد فيه إلحاداً بظلم.
وفي الإِلحاد بالظلم أربعة تأويلات :
أحدها : أنه الشرك بالله بأن يعبد فيه غير الله، وهذا قول مجاهد، وقتادة.
والثاني : أنه استحلال الحرام فيه، وهذا قول ابن مسعود.
والثالث : استحلال الحرام متعمداً، وهذا قول ابن عباس.
والرابع : أنه احتكار الطعام بمكة، وهذا قول حسان بن ثابت.
قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في أبي سفيان بن حرب وأصحابه حين صدوا رسول الله ( ﷺ ) عن عمرته عام الحديبية.


الصفحة التالية
Icon