صفحة رقم ١٦٦
الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل " ( قوله ) وَيَضِيقُ صَدْرِي ( أي أخاف أن يضيق قلبي وفيه وجهان :
أحدهما : بتكذيبهم إياي، قاله الكلبي.
الثاني : بالضعف عن إبلاغ الرسالة.
) وَلاَ يَنْطَلِقُ لِسَانِي ( فيه وجهان
: أحدهما : من مهابة فرعون، قاله الكلبي.
الثاني : للعقدة التي كانت به.
) فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ ( أي ليكون معي رسولاً، لأن هارون كان بمصر حيث بعث الله تعالى موسى نبياً.
) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ ( فتكون علي بمعنى عندي، وهو قول المفضل، وأنشد قول أبي النجم :
قد أصبحت أم الخيار تدَّعي
علي ذَنْبا كلّه لم أصْنَعِ
والثاني : معناه ولهم عليّ عقوبة ذنب.
) فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ( قد خاف موسى أن يقتلوه بالنفس التي قتلها، فلا يتم إبلاغ الرسالة لأنه يعلم أن الله تعالى بعثه رسولاً تكفل بعونه على تأدية رسالته.
قوله عز وجل :) فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالِمِينَ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : معناه أرْسَلَنا رب العالمين، حكاه ابن شجرة.
والثاني : معناه أن كل واحد منا رسول رب العالمين، ذكره ابن عيسى.
والثالث : معناه إنا رسالة رب العالمين، قاله أبوعبيدة، ومنه قول كثير :
لقد كَذَّب الواشون ما بُحْتُ عندهم
بسرٍّ ولا أرسلتهم برسول
أي رسالة