صفحة رقم ١٩٩
قوله تعالى :) فَهُمُ يُوزَعُونَ ( فيه ستة أوجه :
أحدها : يساقون، وهو قول ابن زيد.
الثاني : يدفعون، قاله الحسن، قال اليزيدي : تدفع أخراهم وتوقف أولاهم.
الثالث : يسحبون، قاله المبرِّد.
الرابع : يجمعون.
الخامس : يسجنون، قال الشاعر :
لسان الفتى سبع عليه سداته
وإلا يزع من عَرْبه فهو قاتله
وما الجهل إلا منطق متسرع
سواءٌ عليه حق أمرٍ وباطله
السادس : يمنعون، مأخوذ من وزعه عن الظلم، وهو منعه عنه، ومنه قول عثمان رضي الله عنه : ما وزع الله بالسلطان أكبر مما وزع بالقرآن. وقال النابغة :
على حين عاتبتُ المشيبَ على الصبا
وقلت ألما تصدع والشيب وازعُ
والمراد بهذا المنع ما قاله قتادة : أن يُرد أولهم على آخرهم ليجتمعوا ولا يتفرقوا.
قوله تعالى :) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ ( قال قتادة : ذكر لنا أنه وادٍ بأرض الشام. وقال كعب : وهو بالطائف.
) قَالَتْ نَمَلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَاكِنَكُم ( قال الشعبي : كان للنملة جناحان فصارت من الطير، فلذلك علم منطقها، ولولا ذلك، ما علمه.