صفحة رقم ٢٠٠
) لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ ( أي لا يهلكنكم
. ) وَهُمُ لاَ يَشعُرُونَ ( فيه وجهان
: أحدهما : والنمل لا يشعرون بسليمان وجنوده، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : وسليمان وجنوده لا يشعرون بهلاك النمل، وسميت النملة نملة لتنملها وهو كثرة حركتها وقلة قرارها، وقيل إن النمل أكثر جنسه حساً لأنه إذا التقط الحبة من الحنطة والشعير للادخار قطعها اثنين لئلا تنبت، وإن كانت كزبرة قطعها أربع قطع ) لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ ( فحكي أن الريح أطارت كلامها إلى سليمان حتى سمع قولها من ثلاثة أميال فانتهى إليها وهي تأمر النمل بالمغادرة.
) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه تبسم من حذرها بالمغادرة.
الثاني : أنه تبسم من ثنائها عليه.
الثالث : أنه تبسم من استبقائها للنمل.
قال ابن عباس : فوقف سليمان بجنوده حتى دخل النمل مساكنه. ) وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : ألهمني، قاله قتادة.
الثاني : اجعلني، قاله ابن عباس.
الثالث : حرضني، قاله ابن زيد فحكى سفيان أن رجلاً من الحرس قال لسليمان، أنا بمقدرتي أشكر لله منك، قال فخرّ سليمان عن فرسه ساجداً.


الصفحة التالية
Icon