صفحة رقم ٢٠٥
يَسْجُدُواْ ( قال الفراء : من قرأ بالتخفيف فهو موضع سجدة، ومن قرأ بالتشديد فليس بموضع سجدة. وفي قائل هذا قولان :
أحدهما : أنه قول الله تعالى أمر فيه بالسجود له، وهو أمر منه لجميع خلقه وتقدير الكلام : ألا يا ناس اسجدواْ لله.
الثاني : أنه قول الهدهد حكاه الله عنه.
ويحتمل قوله هذا وجهين :
أحدهما : أن يكون قاله لقوم بلقيس حين وجدهم يسجدون لغير الله.
الثاني : أن يكون قاله لسليمان عند عوده إليه واستكباراً لما وجدهم عليه.
وفي قول الهدهد لذلك وجهان :
أحدهما : أنه وإن يكن ممن قد علم وجوب التكليف بالفعل فهو ممن قد تصور بما ألهم من الطاعة لسليمان أنه نبي مطاع لا يخالف في قول ولا عمل.
الثاني : أنه كالصبي منا إذا راهق فرآنا على عبادة الله تصوّر أن ما خالفها باطل فكذا الهدهد في تصوره أن ما خالف فعل سليمان باطل.
( النمل :( ٢٧ - ٣١ ) قال سننظر أصدقت.....
" قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم
ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين " ( قوله :) قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ... ( الآية، هذا قول سليمان للهدهد قال ابتلي فاختبر من ذلك فوجده صادقاً.
) اذْهَبِ بِّكِتَابِي هَذَا إِلَيهِمْ ( قال مجاهد أخذ الهدهد الكتاب بمنقاره فأتى بهوها فجعل يدور فيه فقالت ما رأيت خيراً منذ رأيت هذا الطير في بهوي فألقى الكتاب إليها.
قال قتادة : فألقاه على صدرها وهي نائمة، قال يزيد بن رومان : كانت في ملك


الصفحة التالية
Icon