صفحة رقم ٢٢٧
وفي قوله ) مِّنَ الأَرْضِ ( أربعة أقاويل :
أحدها : أنها تخرج من بعض أودية تهامة، قاله ابن عباس.
الثاني : من صخرة من شعب أجياد، قاله ابن عمر.
الثالث : من الصفا، قاله ابن مسعود.
الرابع : من بحر سدوم، قاله ابن منبه.
وفي ) تُكَلِّمُهُمْ ( قراءتان :
الشاذة منهما :) تَسِمهُم ( بفتح التاء، وفي تأويلها وجهان :
أحدهما : تسمهم في وجوههم بالبياض في وجه المؤمن، وبالسواد في وجه الكافر حتى يتنادى الناس في أسواقهم يا مؤمن يا كافر، وقد روى أبو أمامة أن النبي ( ﷺ ) قال :( تَخْرُجُ الدَّابَّهُ فَتَسِم الناسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِم ). الثاني : معناه تجرحهم وهذا مختص بالكافر والمنافق، وجرحه إظهار كفره ونفاقه ومنه جرح الشهود بالتفسيق، ويشبه أن يكون قول ابن عباس.
والقراءة الثانية : وعليها الجمهور ) تُكَلِّمُهُمْ ( بضم التاء وكسر اللام من الكلام، وحكى قتادة أنها في بعض القراءة :) تُنَبِّئُهُمْ ( وحكى يحيى بن سلام أنها في بعض القراءة :) تُحَدِّثُهُمْ (.
وفي كلامها على هذا التأويل قولان :
أحدهما : أن كلامها ظهور الآيات منها من غير نطق ولا لفظ.
والقول الثاني : أنه كلام منطوق به.