صفحة رقم ٢٣
قوله عز وجل :) حُنَفَآءَ لِلَّهِ ( فيه أربعة تأويلات :
أحدها : يعني مسلمين لله، وهو قول الضحاك، قال ذو الرمة :
إذا حول الظل العشي رأيته
حنيفاً وفي قرن الضحى يتنصر
والثاني : مخلصين لله، وهو قول يحيى بن سلام.
والثالث : مستقيمين لله، وهو قول عليّ بن عيسى.
والرابع : حجاجاً إلى الله، وهو قول قطرب.
) غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ( فيه وجهان
: أحدهما : غير مرائين بعبادته أحداً من خلقه.
والثاني : غير مشركين في تلبية الحج به أحداً لأنهم كانواْ يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك، قاله الكلبي.
( الحج :( ٣٢ - ٣٣ ) ذلك ومن يعظم.....
" ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق " ( قوله عز وجل :) ذلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَآئِرَ اللَّهِ ( فيه وجهان :
أحدهما : فروض الله.
والثاني : معالم دينه، ومنه قول الكميت :
نقتلهم جيلاً فجيلاً نراهم
شعائر قربان بهم يتقرب
وفيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها مناسك الحج، وتعظيمها إشعارها، وهو مأثور عن جماعة.
والثاني : أنها البُدن المشعرة، وتعظيمها استسمانها واستحسانها، وهو قول مجاهد.
والثالث : أنها دين الله كله، وتعظيمها التزامها، وهو قول الحسن.
) فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ( قال الكلبي والسدي : من إخلاص القلوب.
ويحتمل عندي وجهاً آخر أنه قصد الثواب.


الصفحة التالية
Icon