صفحة رقم ٢٣٠
أزعجوا من قبورهم ففزعوا وخافوا وهذا أشبه القولين فعلى هذا يكون قوله ) إِلاَّ مَن شَآءَ ( استثناء لهم من الخوف والفزع.
وفيهم قولان :
أحدهما : أنهم الملائكة الذين يثبت الله قلوبهم، قاله ابن عيسى.
الثاني : أنهم الشهداء. روى أبو هريرة عن النبي ( ﷺ ) أنهم الشهداء ولولا هذا النص لكان الأنبياء بذلك أحق لأنهم لا يقصرون عن منازل الشهداء وإن كان في هذا النص تنبيه عليهم. وقيل إن إسرافيل هو النافخ في الصور.
) وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ( فيه وجهان
: أحدهما : راغمين، قاله السدي.
الثاني : صاغرين، قاله ابن عباس وقتادة ويكون المراد بقوله ) وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ( من فزع ومن استثني من الفزع بقوله ) إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ ( وهذا يكون في النفخة الثانية، والفزع بالنفخة الأولى، وروى الحسن عن النبي ( ﷺ ) أنه قال :( بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ عَاماً ). قوله ) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ( أي واقفة
. ) وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ( أي لا يرى سيرها لبعد أطرافها كما لا يرى سير السحاب إذا انبسط لبعد أطرافه وهذا مثل، وفيم ضرب له ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه مثل ضربه الله تعالى للدنيا يظن الناظر إليها أنها واقفة كالجبال وهي آخذة بحظها من الزوال كالسحاب، قاله سهل بن عبد الله.
الثاني : أنه مثل ضربه الله للإيمان، تحسبه ثابتاً في القلب وعمله صاعد إلى السماء.
الثالث : أنه مثل للنفس عند خروج الروح والروح تسير إلى القدس.