صفحة رقم ٣٨٥
الأحزاب فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال : أنت هكذا ورسول الله ( ﷺ ) بين الرماح والسيوف، فقال له أخوه كان من أبيه وأمه. هلّم إليّ قد تُبع بك وبصاحبك أي قد أحيط بك وبصاحبك، فقال له : كذبت والله لأخبرنه بأمرك وذهب إلى رسول الله ( ﷺ ) ليخبره فوجده قد نزل عليه جبريل عليه السلام بقوله تعالى :) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ المُعَوِّقينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا (.
) وَلاَ يَأْتُونَ البََأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً ( فيه وجهان
: أحدهما : لا يحضرون القتال إلا كارهين وإن حضروه كانت أيديهم مع المسلمين وقلوبهم مع المشركين قاله قتادة.
الثاني : لا يشهدون القتال إلا رياء وسمعة، قاله السدي، وقد حكي عن الحسن في قوله تعالى :) وَلاَ يَذْكُرُونَ إلاَّ قَلِيلاً ( إنما قل لأنه كان لغير الله عز وجل.
قوله تعالى :) أَشِحَّةً عَلَيكُمْ ( فيه أربعة تأويلات :
أحدها : أشحة بالخير، قاله مجاهد.
الثاني : بالقتال معكم، قاله ابن كامل.
الثالث : بالغنائم إذا أصابوها، قاله السدي.
الرابع : أشحة بالنفقة في سبيل الله، قاله قتادة.
) فَإِذَا جَآءَ الْخَوفُ ( فيه قولان :
أحدهما : إذا جاء الخوف من قتال العدو إذا أقبل، قاله السدي.
الثاني : الخوف من النبي ( ﷺ ) إذا غلب، قاله ابن شجرة.
) رَأيْتُهُمْ يَنْظُرُونَ إِليَكَ ( خوفاً من القتال على القول الأول، ومن النبي ( ﷺ ) على القول الثاني.
) تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيهِ مِنَ الْمَوتِ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : تدور أعينهم لذهاب عقولهم حتى لا يصح منهم النظر إلى جهة.
الثاني : تدور أعينهم لشدة خوفهم حذراً أن يأتيهم القتل من كل جهة.
) فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ( فيه وجهان :


الصفحة التالية
Icon