صفحة رقم ٤١٩
) فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ( أمرن وسائر النساء بالحجاب عن أبصار الرجال وأمر الرجال بغض أبصارهم عن النساء.
وفي سبب الحجاب ثلاثة أقاويل :
أحدها ما رواه مجاهد عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت آكل مع رسول الله ( ﷺ ) حيساً في قعب، فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي فقال عمر لو أُطَاعُ فيكن ما رأتكن عين، فنزلت آيات الحجاب.
الثاني : ما رواه عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن أزواج النبي ( ﷺ ) كن يخرجن بالليل إلى المباضع وهي صعيد أفيح يتبرزن فيه، وكان عمر يقول للنبي ( ﷺ ) : احجب نساءك يا رسول الله، فلم يكن يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة ليلة من الليالي، وكانت امرأة طويلة فناداها بصوته الأعلى : قد عرفناك يا سودة، حرصاً أن ينزل الحجاب قالت : فأنزل الله تعالى الحجاب.
الثالث : ما روى ابن مسعود أن عمر رضي الله عنه أمر نساء النبي ( ﷺ ) بالحجاب فقالت زينب بنت جحش : يا ابن الخطاب إنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا، فأنزلت الآية :) وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حَجَابٍ (.
) ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهنَّ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : أطهر لها من الريبة.
الثاني : أطهر لها من الشهوة.
) وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤُذُواْ رَسُولَ اللَّهِ وَلآَ أَن تَنكِحُواْ أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ( حكى السدي أن رجلاً من قريش من بني تميم قال عند نزول الحجاب أيحجبنا رسول