صفحة رقم ١٣٨
أحدها : طبتم بطاعة الله قاله مجاهد.
الثاني : طبتم بالعمل الصالح، قاله النقاش.
الثالث : ما حكاه مقاتل أن على باب الجنة شجرة ينبع من ساقها عينان يشرب المؤمنون من إحداهما فتطهر أجوافهم فذلك قوله ) وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ( " [ الإنسان : ٢١ ] ثم يغتسلون من الأخرى فتطيب أبشارهم، فعندها يقول لهم خزنتها :
) سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ( فإذا دخلوها قالوا ) الحمد لله الذي صدقنا وعده (.
وفي معنى طبتم ثلاثة أوجه :
أحدها : نعمتم، قاله الضحاك.
الثاني : كرمتم، قاله ثعلب.
الثالث : زكوتم، قاله الفراء وابن عيسى.
) وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده ( وعده في الدنيا بما نزل به القرآن، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه وعده بالجنة في الآخرة ثواباً على الإيمان.
الثاني : أنه وعده في الدنيا بظهور دينه على الأديان، وفي الآخرة بالجزاء على الإيمان. ) وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاءُ ( وفي هذه الأرض قولان :
أحدهما : أرض الجنة، قاله أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وأكثر المفسرين.
الثاني : أرض الدنيا. فإن قيل إنها أرض الجنة ففي تسميتها ميراثاً وجهان :
أحدهما : لأنها صارت إليهم في آخر الأمر كالميراث.
الثاني : لأنهم ورثوها من أهل النار، وتكون هذه الأرض من جملة الجزاء والثواب، والجنة في أرضها كالبلاد في أرض الدنيا لوقوع التشابه بينهما قضاء بالشاهد على الغائب.
) نتبوأ من الجنة حيث نشآء ( يعني منازلهم التي جوزوا بها، لأنهم مصروفون عن إرادة غيرها.