صفحة رقم ١٨
أحدهما : أنه العذق اليابس إذا استقوس، وهو معنى قول ابن عباس، ومنه قول أعشى قيس :
شرق المسك والعبير بها
فهي صفراء كعرجون القمر
الثاني : أنه النخل إذا انحنى مائلاً، قاله الحسن.
) لا الشمس ينبغي لها أن تُدْرِك القَمر ( فيه خمسة تأويلات :
أحدها : أي لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر، قاله مجاهد.
الثاني : لا يجتمع ضوء أحدهما مع ضوء الآخر، لأن ضوء القمر ليلاً وضوء الشمس نهاراً، فإذا جاء سلطان أحدهما ذهب سلطان الآخر، قاله قتادة.
الثالث : معناه أنهما إذا اجتمعا في السماء كان أحدهما بين يدي الآخر في منازل لا يشتركان فيها، قاله ابن عباس.
الرابع : أنهما لا يجتمعان في السماء ليلة الهلال خاصة، قاله الحسن.
الخامس : أنه لا تدرك الشمس القمر ليلة البدر خاصة لأنه يبادر بالمغيب قبل طلوعها، حكاه يحيى بن سلام.
) ولا الليلُ سابق النهار ( فيه وجهان :
أحدهما : يعني أنه لا يتقدم الليل قبل استكمال النهار وهو معنى قول يحيى بن سلام.
الثاني : أنه لا يأتي ليل بعد ليل متصل حتى يكون بينهما نهار منفصل، وهو معنى قول عكرمة.
ومن الناس من يجعل هذا دليلاً على أن أول الشهر النهار دون الليل، لأنه إذا لم يسبق الليل النهار واستحال اجتماعهما وجب أن يكون النهار سابقاً. وهذا قول يدفعه الشرع ويمنع منه الإجماع.
) وكلٌّ في فلك يسْبَحون ( قال الحسن : الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملتصقة بالسماء، ولو كانت ملتصقة ما جرت.
وفي قوله تعالى :) يسبحون ( ثلاثة أقاويل :
أحدها : يجرون، قاله ابن عباس.