صفحة رقم ٣٣
أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون " ( قوله عز وجل :) أو لَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خلقناه مِن نفطةٍ ( فيه قولان :
أحدهما : أنها نزلت في أبيّ بن خلف الجمحي أتى النبي ( ﷺ ) يجادله في بعث الموتى، قاله عكرمة ومجاهد والسدي.
الثاني : أنها نزلت في العاص بن وائل أخذ عظماً من البطحاء ففته بيده ثم قال لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : أيحيي اللَّه هذا بعدما أرمّ ؟ فقال رسول الله ( ﷺ ) ( نعم ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم ) فنزلت هذه الآيات فيه، قاله ابن عباس.
) فإذا هو خصيمٌ مبينٌ ( أي مجادل في الخصومة مبين للحجة، يريد بذلك أنه صار بعد أن لم يكن شيئاً خصيماً مبيناً، فاحتمل ذلك أمرين :
أحدهما : أن ينبهه بذلك على نعمه عليه.
الثاني : أن يدله بذلك على إحياء الموتى كما ابتدأه بعد أن لم يكن شيئاً.
قوله عز وجل :) وضَرب لنا مثلاً ونَسي خلقه ( وهو من قدمنا ذكره ويحتمل وجهين :
أحدهما : أي ترك خلقه أن يستدل به.
الثاني : سها عن الاعتبار به.
) قال مَن يُحْيِ العظَامَ وهي رَميمٌ ( استبعاداً أن يعود خلقاً جديداً. فأمر الله نبيه ( ﷺ ) أن يجيبه بما فيه دليل لأولي الألباب.
) قل يحييها الذي أنشأها أول مَرَّة ( أي من قدر عل إنشائها أول مرة من غير شيءٍ فهو قادرعلى إعادتها في النشأة الثانية من شيء.
) وهو بكل خَلقٍ عليم ( أي كيف يبدىء وكيف يعيد.


الصفحة التالية
Icon