صفحة رقم ٣٥٣
قوله عز وجل :) يَوْمَ نُقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنَ مَّزِيدٍ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : هل يزاد إلى من ألقي غيرهم ؟ فالاستخبار عمن بقي، قاله زيد بن أسلم.
الثاني : معناه إني قد امتلأت، ممن ألقي في، فهل أسع غيرهم ؟ قاله مقاتل.
الثالث : معناه هل يزاد في سعتي ؟ لإلقاء غير من ألقي في، قاله معاذ.
وفي قوله :) وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ( وجهان :
أحدهما : أن زبانية جهنم قالوا هذا.
الثاني : أن حالها كالمناطقة بهذا القول، كما قال الشاعر :
امتلأ الحوض وقال قطني
مهلاً رويداً قد ملأت بطني
قوله عز وجل :) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ( في الأواب الحفيظ ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه الذاكر ذنبه في الخلاء، قاله الحكم.
الثاني : أنه الذي إذا ذكر ذنباً تاب واستغفر الله منه، قاله ابن مسعود ومجاهد والشعبي.
الثالث : أنه الذي لا يجلس مجلساً فيقوم حتى يستغفر الله فيه، قاله عبيد بن عمير.
وأما الحفيظ هنا ففيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه المطيع فيما أمر، وهو معنى قول السدي.
الثاني : الحافظ لوصية الله بالقبول، وهو معنى قول الضحاك.
الثالث : أنه الحافظ لحق الله بالاعتراف ولنعمه بالشكر، وهو معنى قول