صفحة رقم ٣٦٦
فرضاً. وكان أبو ذر يحتجن يأخذ العصا فيعتمد عليها حتى نزلت الرخصة ) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (.
) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ( فيه وجهان
: أحدهما : وبالأسحار هم يصلون، قاله الضحاك.
الثاني : أنهم كانوا يؤخرون الاستغفار من ذنوبهم إلى السحر ليستغفروا فيه، قاله الحسن.
قال ابن زيد : وهو الوقت الذي أخر يعقوب الاستغفار لبنيه حتى استغفر لهم فيه حين قال لهم ) سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ( " [ يوسف : ٩٨ ]. قال ابن زيد : والسحر السدس الأخير من الليل. وقيل إنما سمي سحراً لاشتباهه بين النور والظلمة.
) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ ( فيه وجهان
: أحدهما : أنها الزكاة، قاله ابن سيرين وقتادة وابن أبي مريم.
الثاني : أنه حق سوى الزكاة تصل له رحماً أو تقري به ضيفاً أو تحمل به كلاًّ أو تغني به محروماً، قاله ابن عباس.
) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ( أما السائل فهو مَن يسأل الناس لفاقته، وأما المحروم، ففيه ثمانية أقوال :
أحدها : المتعفف الذي يسأل الناس شيئاً ولا يعلم بحاجته، قاله قتادة.
الثاني : أنه الذي يجيء بعد الغنيمة وليس له فيها سهم، قاله الحسن ومحمد بن الحنفية. وروي أن النبي ( ﷺ ) بعث سرية فأصابوا وغنموا، فجاء قوم بعدما فرغوا فنزلت الآية.
الثالث : أنه من ليس له سهم في الإسلام، قاله ابن عباس.
الرابع : المحارف الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه، وهذا قول عائشة.
الخامس : أنه الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً.
السادس : أنه المصاب بثمره وزرعه يعينه من لم يصب، قاله ابن زيد :
السابع : أنه المملوك، قاله عبد الرحمن بن حميد.


الصفحة التالية
Icon