صفحة رقم ٣٩٢
أحدها : ذو منظر حسن، قاله ابن عباس.
الثاني : ذو غناء، قاله الحسن.
الثالث : ذو قوة، قاله مجاهد وقتادة، ومن قول خفاف بن ندبة :
إني امرؤ ذو مرة فاستبقني
فيما ينوب من الخطوب صليب
الرابع : ذو صحة في الجسم وسلامة من الآفات، ومن قول امرىء القيس :
كنت فيهم أبداً ذا حيلة
محكم المرة مأمون العقد
الخامس : ذو عقل، قاله ابن الأنباري، قال الشاعر :
قد كنت عند لقاكم ذا مرة
عندي لكل مخاصم ميزانه
وفي قوله ) فَاسْتَوَى ( خمسة أوجه :
أحدها : فاستوى جبريل في مكانه، قاله سعيد بن جبير.
الثاني : قام جبريل على صورته التي خلق عليها لأنه كان يظهر له قبل ذلك في صورة لا رجل. حكى ابن مسعود أن النبي ( ﷺ ) لم ير جبريل على صورته إلا مرتين : أما واحدة، فإنه سأله أن يراه في صورته فسد الأفق. وأما الثانية، فإنه كان معه حين صعد، وذلك قوله ) وَهُوَ بِاْلأُفُقِ الأَعْلَى (.
الثالث : فاستوى القرآن في صدره، وفيه على هذا وجهان :
أحدهما : فاعتدل في قوته.
الثاني : في رسالته.
الرابع : يعني : فارتفع، وفيه على هذا وجهان :
أحدهما : أنه جبريل ارتفع إلى مكانه.
الثاني : أنه النبي ( ﷺ )، ارتفع بالمعراج.
) وَهُوَ بِلأُفُقِ الأَعْلَى ( فيه قولان
: أحدهما : أنه جبريل حين رأى النبي ( ﷺ ) بالأفق الأعلى، قاله السدي.
الثاني : أنه النبي ( ﷺ ) رأى جبريل بالأفق الأعلى، قاله عكرمة. وفي الأفق الأعلى ثلاثة أقاويل :
أحدها : هو مطلع الشمس، قاله مجاهد.
الثاني : هو الأفق الذي يأتي منه النهار، قاله قتادة، يعني طلوع الفجر.
الثالث : هو أفق السماء وهو جانب من جوانبها، قاله ابن زيد، ومنه قول الشاعر :
أخذنا بآفاق السماء عليكم
لنا قمراها والنجوم والطوالع
) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( فيه قولان :
أحدهما : أنه جبريل، قاله قتادة.


الصفحة التالية
Icon