صفحة رقم ٤٣٤
) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ ( فيه وجهان :
أحدهما : أي لنقومن عليكم على وجه التهديد.
الثاني : سنقصد إلى حسابكم ومجازاتكم على أعمالكم وهذا وعيد لأن الله تعالى لا يشغله شأن عن شأن، وقال جرير :
الآن وقد فرغت إلى نمير
فهذا حين كنت لها عذاباً
أي قصدت لهم، والثقلان الإنس والجن سموا بذلك لأنهم ثقل على الأرض.
) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقطَارِ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ ( فيه وجهان :
أحدهما : إن استطعتم أن تعلموا ما في السموات والأرض فاعلموا، لن تعلموه إلا بسلطان، قاله عطية العوفي.
الثاني : إن استطعتم أن تخرجوا من جوانب السموات والأرض هرباً من الموت فانفذوا، قاله الضحاك.
) لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ ( فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني إلا بحجة، قاله مجاهد، قاله ابن بحر : والحجة الإيمان.
الثاني : لا تنفذون إلا بمُلْك وليس لكم مُلْك، قاله قتادة.
الثالث : معناه لا تنفذون إلا في سلطانه وملكه، لأنه مالك السموات والأرض وما بينهما، قاله ابن عباس.
) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ ( فيه أربعة أقاويل :
أحدها : أن الشواظ لهب النار، قاله ابن عباس، ومنه قول أمية بن أبي الصلت يهجو حسان بن ثابت :
يمانياً يظل يشد كيراً
وينفخ دائباً لهب الشواظ


الصفحة التالية
Icon