صفحة رقم ٤٦٤
وفي ) مَّكْنُونٍ ( وجهان :
أحدهما : مصون، وهو معنى قول مجاهد.
الثاني : محفوظ عن الباطل، قاله يعقوب بن مجاهد.
ويحتمل ثالثاً : أن معانيه مكنونة فيه.
) لاَّ يَمَسَّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ( تأويله يختلف بإختلاف الكتاب، فإن قيل : إنه كتاب في السماء ففي تأويله قولان :
أحدهما : لا يمسه في السماء إلا الملائكة المطهرون، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير.
الثاني : لا ينزله إلا الرسل من الملائكة إلى الرسل من الأنبياء، قاله زيد بن أسلم.
وإن قيل إنه المصحف الذي في أيدينا ففي تأويله ستة أقاويل :
أحدها : لا يمسه بيده إلا المطهرون من الشرك، قاله الكلبي.
الثاني : إلا المطهرون من الذنوب والخطايا قاله الربيع بن أنس. الثالث : إلا المطهرون من الأحداث والأنجاس، قاله قتادة. الرابع : لا يجد طعم نفعه إلا المطهرون أي المؤمنون بالقرآن، حكاه الفراء.
الخامس : لا يمس ثوابه إلا المؤمنون، رواه معاذ عن النبي ( ﷺ ).
السادس : لا يلتمسه إلا المؤمنون، قاله ابن بحر.
) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ( يعني بهذا الحديث القرآن الذي لا يمسه إلا المطهرون.
وفي قوله مدهنون أربعة تأويلات :
أحدها : مكذبون، قاله ابن عباس.
الثاني : معرضون، قاله الضحاك.