صفحة رقم ١٠٠
والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا " ( ) قال رَبِّ إنّي دَعَوْتُ قَوْمي ليلاً ونهاراً ( فيه وجهان :
أحدهما : دعوتهم ليعبدوك ليلاً ونهاراً.
الثاني : دعوتهم ليلاً ونهاراً إلى عبادتك.
) فلم يَزدْهم دُعائي إلاّ فِراراً ( يحتمل وجهين :
أحدهما : إلا فراراً من طاعتك.
الثاني : فراراً من إجابتي إلى عبادتك.
قال قتادة : بلغنى أنه كان يذهب الرجل بابنه إلى نوح، فيقول لابنه : احذر هذا لا يغرنك فإن أبي قد ذهب بي غليه وأنا مثلك، فحذرني كما حذرتك.
) وإنِّي كلما دَعَوْتُهم لِتَغَفِرَ لهم ( يعني كلما دعوتهم إلى الإيمان لتغفر لهم ما تقدم من الشرك.
) جعلوا أصابعهم في آذانهم ( لئلا يسمعوا دعاءه ليؤيسوه من إجابة ما لم يسمعوه، قال محمد بن إسحاق : كان حليماً صبوراً.
) واستغْشَوا ثيابَهم ( أي عطوا رؤسهم وتنكروا لئلا يعرفهم.
) وأَصَرُّوا ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أنه إقامتهم على الكفر، قال قتادة : قدماً قدماً في معاصي اللَّه لالتهائهم عن مخافة اللَّه حتى جاءهم أمر اللَّه.
الثاني : الإصرار : أن يأتي الذنب عمداً، قاله الحسن.
الثالث : معناه أنهم سكتوا على ذنوبهم فلم يستغفروا قاله السدي.
) واستكْبَروا استكباراً ( فيه وجهان :
أحدهما : أن ذلك كفرهم باللَّه وتكذيبهم لنوح، قاله الضحاك.
الثاني : أن ذلك تركهم التوبة، قاله ابن عباس، وقوله ( استبكارا ) تفخيم.