صفحة رقم ١٢٠
لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، فأنزل اللَّه هذه الآية نهياً أن يجعل للَّه شريكاً، وروى الضحاك عن ابن عباس : أن النبي ( ﷺ ) كان إذا دخل المسجد قدّم رجله اليمنى وقال :( وأن المساجد للَّه فلا تدعوا مع اللَّه أحداً ) اللهم أنا عبدك وزائرك، وعلى كل مزور حق وأنت خير مزور فأسألك برحمتك أن تفك رقبتي من النار ( وإذا خرج من المسجد قدم رجله اليسرى وقال :) اللهم صُبَّ الخير صبّاً ولا تنزع عني صالح ما أعطيتني أبداً ولا تجعل معيشتي كدّاً واجعل لي في الخير جداً (. ) وأنه لما قام عبدُ اللَّهِ يدعوه ( يعني محمداً، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه قام إلى الصلاة يدعو ربه فيها، وقام أصحابه خلفه مؤتمين، فعجبت الجن من طواعية أصحابه له، قاله ابن عباس.
الثاني : أنه قام إلى اليهود داعياً لهم إلى اللَّه، رواه ابن جريج.
) كادوا يكونون عليه لِبَداً ( فيه وجهان :
أحدهما : يعني أعواناً، قاله ابن عباس.
الثاني : جماعات بعضها فوق بعض، وهو معنى قول مجاهد، ومنه اللبد لاجتماع الصوف بعضه على بعض، وقال ذو الرمة :
ومنهلٍ آجنٍ قفرٍ مواردهُ
خُضْرٍ كواكبُه مِن عَرْمَصٍ لَبِدِ.
وفي كونهم عليه لبداً ثلاثة أوجه :
أحدها : أنهم المسلمون في اجتماعهم على رسول الله ( ﷺ ) قاله ابن جبير. الثاني : أنهم الجن حين استمعوا من رسول اللَّه قراءته، قاله الزبير بن العوام. الثالث : أنهم الجن والإنس في تعاونهم على رسول اللَّه في الشرك، قاله قتادة.
) قلْ إني لا أَمْلِكُ لكم ضَرّاً ولا رَشَداً ( يعني ضراً لمن آمن ولا رشداً لمن كفر، وفيه ثلاثة أوجه :