صفحة رقم ٢٠٠
من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها " ( ) فإذا جاءت الطامّةُ الكُُبْرى ( فيه أربعة أقاويل :
أحدها : أنها النفخة الآخرة، قاله الحسن.
الثاني : أنها الساعة طمت كل داهية، والساعة أدهى وأمّر، قاله الربيع.
الثالث : أنه اسم من أسماء القيامة يسمى الطامة، قاله ابن عباس.
الرابع : أنها الطامة الكبرى إذا سيق أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، قاله القاسم بن الوليد، وهو معنى قول مجاهد.
وفي معنى ( الطامّة ) في اللغة ثلاثة وجوه :
أحدها : الغاشية.
الثاني : الغامرة.
الثالث : الهائلة، ذكره ابن عيسى، لأنها تطم على كل شيء أي تغطيه.
) وأمّا مَنْ خاف مَقام رَبِّهِ ونَهَى النفْسَ عن الهَوى ( فيه وجهان :
أحدهما : هو خوفه في الدنيا من الله عند مواقعة الذنب فيقلع، قاله مجاهد.
الثاني : هو خوفه في الآخرة من وقوفة بين يدي الله للحساب، قاله الربيع بن أنس، ويكون معنى : خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، قال الكلبي : وزجر النفس عن المعاصي والمحارم.
) فإنّ الجنّةَ هي المأوَى ( أي المنزل، وذكر أنها نزلت في مصعب بن عمير.
) يسألونَكَ عن الساعةِ أيّانَ مُرْساها ( قال ابن عباس : متى زمانها، قاله الربيع ) فيمَ أنْتَ مِن ذِكْراها ( فيه وجهان :
أحدهما : فيم يسألك المشركون يا محمد عنها ولست ممن يعلمها، وهو معنى قول ابن عباس.
الثاني : فيم تسأل يا محمد عنها وليس لك السؤال، وهذا معنى قول عروة بن الزبير.


الصفحة التالية
Icon