صفحة رقم ٧٧
قال رسول الله ( ﷺ ) :( نُصِرْتُ بالصَّبا وأُهلِكتْ عاد بالدَّبور ). فأما صرصر ففيها قولان :
أحدهما : أنها الريح الباردة، قاله الضحاك والحسن، مأخوذ من الصر وهو البرد.
الثاني : أنها الشديدة الصوت، قاله مجاهد.
وأما العاتية ففيها ثلاثة أوجه :
أحدها : القاهرة، قاله ابن زيد.
الثاني : المجاوزة لحدها.
الثالث : التي لا تبقى ولا ترقب.
وفي تسميتها عاتية وجهان :
أحدهما : لأنها عتت على القوم بلا رحمة ولا رأفة، قاله ابن عباس. الثاني : لأنها عتت على خزانها بإذن اللَّه.
) سَخّرها عليهم سَبْعَ ليالٍ وثمانيةَ أيام حُسوماً ( اختلف في أولها على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنّ أولها غداة يوم الأحد، قاله السدي.
الثاني : غداة يوم الأربعاء، قاله يحيى بن سلام.
الثالث : غداة يوم الجمعة، قاله الربيع بن أنس.
وفي قوله ) حُسُوماً ( أربعة تأويلات :
أحدها : متتابعات، قاله ابن عباس وابن مسعود ومجاهد والفراء، ومنه قول أمية بن أبي الصلت :
وكم يحيى بها من فرط عام
وهذا الدهر مقتبل حسوم.
الثاني : مشائيم، قاله عكرمة والربيع.
الثالث : أنها حسمت الليالي والأيام حتى استوفتها، لأنها بدأت طلوع الشمس من أول يوم، وانقطعت مع غروب الشمس من آخر يوم، قاله الضحاك.