جزء : ١ رقم الصفحة : ١٤
الأحقاف : ٤]، [الواقعة : ٢٤] وبه تم انتهاء الشرف العلي وهو المجد الذي عبر عنه قوله تعالى :" مجدني عبدي " انتهى، ولنا لم يكن فرق هما في الدلالة على الملك
١٥
بين قراءة " مَلِك " وقراءة " مالك " جاءت الرواية بهما، وذلك لأن المالك إذا أضيف إلى اليوم أفاد اختصاصه بجميع ما فيه من جوهرة وعرض، فلا يكون لأحد معه أمر ولامعنى للمَلِك سوى هذا، ولما لم تُفد إضافة إلى الناس هذا المعنى لم يكن خلاف في ﴿ملك الناس﴾ [الناس : ٢] فلما استجمع الأمر استحقاقاً وتحبيباً وترغيباً وترهيباً كان من شأن كل ذي لب الإقبال إليه وقصر الهمم عليه فقال عادلاًعن أسلوب الغيبة إلى الخطاب لهذا مقدماًمقدما ًللوسيلة على طلب الحاجة لأنه أجد بالإجابة ﴿إياك﴾ أي يا من هذه الصفات صفاته ﴿نعبد﴾ كما قال الحالي : تبلغ الغاية في أنحاء التذلل، وأعقبه بقوله مكرراًللضمير حثاًعلى المبالغة في طلب العون ﴿وإياك نستعين﴾ إشارة إلى أن عبادته لا تتهيأ إلا بمعونته وإلى أن ملاك الهداية بيدة : فانظر كيف ابتدأسبحانه بالذات، ثم دل عليه بالأفعال، ثم رقي إلى الصفات، ثم رجع إلى الذات إيماء إلى أنه أول وآخر المحيط، فلما حصل الوصول إلى شعبة من علم الفعال والصفات علم الاستحقاق للأفراد بالعبادة فعلم العجز عن الوفاء بالحق فطلب الإعانة، والنسائى وهذا لفظة في التعود عن عائشة رضى الله عنها :" أعوذ بعوفك من عقوبتك، وبرضاك من سخطك، وبك منك " ثم أتبعه فيما زاد عن النسائي الاعتراف بالعجز في قوله :" لا أحصي ثناء عليك أنت أثنيت على نفسك " وفي آخر سورة اقرأ شرح بديع لهذا الحديث.
١٦