الآية ندب إلى اعتقاد العجز واستشعار الافتقار والاعتصام بحوله وقوته، فا قتضى ذلك توجيه الرغبات إليه بالسؤال فقال :﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ تلقيناً لأهل لطفه وتنبيهاًعلى محل السلوك الذي لا وصول بدونه، والهدى قال : الحراني : مرجع الضال إلى ما ضل عنه، والصراط الطريق الخطر السلوك، والاية من كلام الله تعالى على لسان العُلّية من خلقه، وجاء مكملاًبكلمة " أل " لأنه الصراط الذي لايضل بمهتدية لإحاطته واشمول سريانه وفقاًلشمول معنى الحمد في الوجود كله وهو
١٧
جزء : ١ رقم الصفحة : ١٤
الذي تشتت الآراء وتفرقت باميل إلى واحد من جا نبيه وهوالذي ينصب مثاله.
وعلى حذو معناه بين ظهراني جهنم يوم الجزاء للعيان وتحفه مثل تلك الآراء خطاطيف وكلاليب، تجري أحوال الناس معها في المعاد على حسب مجراهم مع حقائقها التي ابتداء في يوم العمل، وهذا الصراط الأكمل وهوالحيط المترتب على الضلال الذى يعبر به عن حال من لاوجه له، وهو ضلال ممدوح لأنه يكون عن سلامة الفطرة لأن من لا علم له بوجهة فحقه الوقوف عن كل وجهة وهوضلال يستلزم هدى محيطاً منه ﴿ووجدك ضالاًفهدى﴾ [الضحى : ٦] وأما من هدى وجهة ما فضلّ عن مرجععها فهو ضلال مذموم لأنه ضالال بعد هدى وهو يكون عن اعوجاج في الجبلة.
انتهى.


الصفحة التالية
Icon