ووجه فوت أم القرآن مقصود تنزيله التفصيل والجوامع، فيه نجوم مبثوثة غير منتظمة، وحداة إثر واحدة، والخوامع في أم القرآن منتطمة واحدة بعد واحدة الى تمام السبع على وفاء لامزيد فيه ولا نقص عنه ؛ أظهرتعالى بما له سورة صورة تجلية من بدءالملك إلى ختم الحمد، وبما لعبده مصورة تادية من براءتة من الضلال إلى هدى الصراط المستقيم، ﴿ووجدك ضالاً فهدى﴾ [الضحى : ٧] وبما بينه وبينه قيام ذات الأمر والخلق فكان ذلك هو القرآن العظيم الجامع لما حواه القرآن المطلق الذكرى بما فيه من ذلك تصيلاًمن مبينة وهو ما عيونت آية مسموعة، ومن مجيده وهو ما حربت أحكامه من بين عاجل ما شهد وآجل ما علم، يعلم ما شهد فكان معلوماً بالتجربة المتيقنة بما تواتر من القصص الماضي وما علم، يعلم ما شهد فكان معلوماً مع الأوقات من أمثاله وأشباهه، ومن كريمه وهوما ظهرت فيه أفانين إنعامه فيما دق
٢١
وجل وخفى وبدا، ومن حكيمه وهو ما ظهر في الحكمة المشهورة تقاضيه وانتظام مكتوب خلقه على حسب تنزيل أمره ؛ وما كان منه بتدريج وتقريب للأفهام ففاءت من حال إلى حال وحكم إلى حكم كان تنزيلاً، وما أهوى به من علو إلى سفل كان إنزالاً، د وهو إنزال حيث لا وسائط وتنزيل حيث الوسائط ؛ وبيانه حيث الإمام العامل به مظهره في أفعال وأخلاقه كان خلقه القرآن، وقرآنه تلفيق تلاوته على حسب ما تتقاضاه النوازل.


الصفحة التالية
Icon