ينبهه على أمر ليس عنده أن يكذبه او يرتاب فيه، و" الغيب " ما غاب عن الحس ولم يكن عليه علم يهتدي به العقل فيحصل به العلم ؛ وصيغة ﴿يؤمنون﴾ و﴿يقيمون﴾ تقتضي الوام على الختم، وإدامة العمل إلى الختم تفتضي ظهوره عن فطرة أو جبلة وأنه ليس عن تعمل ومراءاة، فتكون من الأعلى عطفاًشاملاً، ومن الأدنى وفاء بانحاء التذلل والإقبال بالكلية على التلقي، وإيمانهم بالغيب قبولهم من الني صالى اله علية وسلم ما تلقاه بالوحي من أمر غائب الدنيا الذي هو الآخرة وما فيها وأمر غائب الملكوت وما فيه إلى غيب الجبروت وما به بحيث يكون عملهم على الغائب الذي تلقته قلوبهم على سبيل آذانهم كعملهم على ما تلقته أنفسهم على سبيل أعينهم وسائر حواسهم وداموا على عملهم ذلك حكم إيمانهم إلى الخاتمة ولما كانت الصلاة التزام عهد العبادة مبنياًعلى تقدم الشهادة متممة بجماع الذكر وأنواع التحيات لله من القيام له تعالى والركوع له والسجود الذي هو أعلاه والسلام بالقول الذي هو أدنى التحيات كانت لذلك تعهداًوتكرارً، ولذلك من لم يدم الصلاة ضعف إيمانه وران عليه كفر فلا إيمان لمن لا صلاة له، والتقوى وحدة أصل والإيمان فالصلاة ثمرته، والغنفاق خلافة ولذلك البخل عزل عن خلافة الله ﴿وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه﴾ [الحديد : ٧] وهذا الأمر بتمامه هوالذي جعلت الخلافة لآدم به إلىا ما وراء ذلك من كمال أمر الله الذي أكمله بمحمد صلى الله غليه وسلم، فالتقوى قلب باطن، والإنفاق وجه ظاهر، والإيمان فالصلاة وصلة بينهما.
ووجه ترتب الإيمان بالغيب على التقوى أن المتقى لما لما اكن متوقفاًغير متمسك بامر كان إذا ارشد إلى غيب لا يعلمه لم يدفعه بمقتضى ما تقدم عمله، ووجه ترتب الانفاق على الإيمان بالغيب أن المدد غيب، لأن الإنسان لما كان لا يطاع على جميع رزقه كان رزقه غبياً، فاذاأيقن بالخلف جاد بالعطية، فمتى أمد بالأرزق تمت خلافته رزقه كان رزقاًغيباً، فإذا أيقن بالخلف جاد