فهو يكون بعد شك ولذا لا يوصف به الله.
والوصف بهده الأوصاف كما ترى إشارة إلى أمهات الأعمال البدنية والماليه من الأفعال والتروك، فالإيمان اساس المر والصلاة مشار بها من التحلي بكل خير والتخلي عن كل شر ﴿إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر﴾ [العنكبوت : ٤٥] وكلاهما من أعمال البدن، والنفقه عمل مالي، فحصل بذلك حصر الفعل والترك الضابطين لجميع الأعمال كيف ما تشعب، وصرح بالفعل وأومى إلى الترك إيماء لا يفهمه الغالبصراء تسهيلاًعلى السالكين، وفي وصفهم أيضاًبالإيمان بما أنزل إليه وإلى من قلبه من الفريغ والتبكيت لمن سواهم ما ستراه في اآيات الآتيه.
ولما أخبر عن أفعالهم الظاهرة والباطنة أخبرة بثمرتها فقال :﴿أولئك﴾ أي الموصفون بتلك الصفات الظاهرات، ولما تضمن ما مضى أن إيمانهم كان من أعظم معناه التمكن فقال :﴿على هدى﴾ أي عظيم، وزاد في تعظيمه في بقوله :﴿من ربهم﴾ أي المحسن إليهم بتمكينهم منه ولزومهم له تمكين من علا على الشء، ولما لم يلازم الهدى الفلاح عطف عليه قوله مشيراًبالعاطف إلى مزيد تمكنهم في كل الوصفين ﴿ألئك﴾ أي العالو الرتبه ﴿هم﴾ أي خاصة ﴿المفلحون﴾ أي الكاملن في هذا الوصف الذي انفتحت لهم وحوه الظفر، والتركيب دال على معنى الشق والفتح وكذا أخواته من الفاء والعين نحو فلج بالجيم وفلق وفلذوفلى.
قالالحرالي : وخرج الخطاب في هذه الآية مخرج الخاطبة للنبي ﷺ وخرج إحضار المؤمنين بموضع الإشارة وهي مكانة حضرة مكانة حضرة الخاطب.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٣
انهى.
وكونها للبعد إعلام بعلو مقامهم.
والفلاجح الفوز والظفر بكل مراد ونوال البقاء الدائم في الخير.
٣٦